شدد الدكتور محمد العامري، المدرب المعتمد من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، على أهمية وعي الطلبة عند اتخاذ قراراتهم بشأن التخصصات الأكاديمية، داعيًا إياهم إلى ربط اختياراتهم بالمتغيرات المستقبلية في سوق العمل وليس بالشهرة الآنية أو التوجهات المؤقتة. وأكد أن الطريق نحو الاستقرار المهني يبدأ من قرار واعٍ ومبكر، يتوافق مع التحولات الاقتصادية والتقنية المنتظرة.
إقرأ ايضاً:قبل المواجهة المصيرية.. رينارد يوجه رسالة قوية للجماهير السعودية ويكشف أسرار ما قبل اللقاءأزمة الكونغرس تشتعل.. الذهب يلامس مستويات تاريخية وسط توقعات بخفض الفائدة الأمريكية
وخلال مداخلة تلفزيونية عبر قناة "الإخبارية"، أوضح العامري أن المهارات والمعارف التي يمتلكها الطالب أصبحت اليوم أكثر أهمية من مجرد الحصول على شهادة جامعية. وأشار إلى أن جهات التوظيف لم تعد تنظر فقط إلى المؤهل الأكاديمي، بل تركز بشكل متزايد على الإمكانات الفعلية والخبرات التطبيقية التي يكتسبها الطالب خلال مسيرته التعليمية أو خارجها.
ونبّه العامري إلى أن كثيرًا من الطلبة يقعون في فخ الانبهار بتخصصات رائجة أو مشهورة دون النظر إلى واقع السوق أو مستقبله، وهو ما قد يؤدي إلى صعوبات في الحصول على فرص وظيفية لاحقًا. ودعا إلى إعادة التفكير في أولويات الاختيار بحيث لا يكون قرار التخصص مرتبطًا فقط بالميول أو الرغبة الشخصية، بل أيضًا بمدى توافقه مع القطاعات التي يُتوقع أن تشهد نموًا في السنوات المقبلة.
وأضاف أن سوق العمل يشهد تغيرات متسارعة بفعل التحول الرقمي والتقني، وأن تخصصات مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والطاقة المتجددة باتت تحظى باهتمام عالمي متزايد، وهو ما يتطلب من الطلبة التفكير استراتيجيًا في المهن المستقبلية التي سيكون عليها طلب مرتفع. كما شدد على أهمية متابعة تقارير التوظيف واتجاهات القطاعات لضمان اتخاذ قرار مبني على معطيات واضحة.
واختتم العامري حديثه بالتأكيد على أن بناء المستقبل المهني لا يبدأ بعد التخرج، بل من لحظة اختيار التخصص. ودعا الجهات التعليمية والمرشدين إلى تكثيف التوعية والإرشاد في هذا الجانب، بما يسهم في إعداد جيل قادر على المنافسة، يمتلك المهارة والمعرفة والقدرة على التكيّف مع التغيرات المتوقعة في بيئة العمل المحلية والعالمية.
