في خطوة أثارت جدلًا واسعًا بين عشاق الألعاب حول العالم، أعلنت شركة "مايكروسوفت" عن رفع سعر اشتراك خدمة "Xbox Game Pass" بنسبة تصل إلى 50%، ليبلغ السعر الجديد نحو 30 دولارًا شهريًا، في واحدة من أكبر الزيادات التي تشهدها الخدمة منذ إطلاقها قبل ثماني سنوات. القرار، الذي فاجأ ملايين اللاعبين، يأتي في وقت تسعى فيه الشركة لتعويض خسائرها المستمرة في قطاع الألعاب أمام غريمتها اليابانية "سوني".
إقرأ ايضاً:شارع سعودي يتحول لرمز ثقافي.. خطوة مفاجئة تُعيد اسم شاعر الصحراء إلى الواجهةقرار غير متوقع داخل الأهلي.. إدارة النادي تحسم مصير نجمين أجنبيين قبل الميركاتو الشتوي
وبحسب تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة "Esports Middle East"، سعيد شرف، لقناة "العربية Business"، فإن الخطوة ليست مجرد تعديل سعري عابر، بل هي انعكاس مباشر لتراجع أداء مايكروسوفت في سوق الأجهزة المنزلية. وأضاف شرف أن الشركة الأمريكية خسرت "سباق الهاردوير" لصالح سوني، وهو ما أجبرها على البحث عن مصادر دخل جديدة، أبرزها رفع أسعار الاشتراكات لتعويض تراجع المبيعات المباشرة.
وأوضح شرف أن "Xbox Game Pass" لا يزال يتميز بميزة قوية مقارنة بالخدمات المنافسة، إذ يتيح للمستخدمين الوصول إلى الألعاب الجديدة في أول يوم من إصدارها، ما يجعله خيارًا مغريًا رغم ارتفاع السعر. ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن هذه الخطوة قد تنعكس سلبًا على عدد المشتركين، خاصة في الأسواق الناشئة التي تعتمد على الأسعار التنافسية.
تأتي هذه الزيادة في ظل تحديات مالية تواجهها مايكروسوفت في قطاع الألعاب السحابية. فوفقًا لتقارير مالية حديثة، خسرت الشركة أكثر من 300 مليون دولار من أرباحها خلال العام الماضي بسبب إتاحة لعبة "Call of Duty" ضمن باقة الاشتراك، بدلاً من بيعها بشكل منفصل كما كان معتادًا.
ولم تمر الخطوة دون رد فعل من مجتمع اللاعبين والشركات المنافسة. حيث نشرت سلسلة متاجر "GameStop" رسماً كاريكاتيرياً ساخرًا من القرار، أظهرت فيه أن شراء الألعاب بشكل مباشر بات أوفر من الاشتراك الشهري. هذا السخرية تعكس مدى الغضب بين اللاعبين الذين رأوا أن الشركة تحاول تحميلهم أعباء خسائرها.
الجدير بالذكر أن هذه التغييرات تأتي في وقت تتزايد فيه المنافسة في صناعة الألعاب، مع دخول خدمات بث جديدة وارتفاع تكاليف تطوير الألعاب الحديثة. وبينما تسعى مايكروسوفت للحفاظ على مكانتها في السوق، يبقى السؤال مطروحًا: هل تنجح الشركة في تحقيق التوازن بين الأرباح ورضا اللاعبين، أم أن هذه الخطوة ستكون بداية تراجع ثقة المستخدمين؟