في مبادرة إنسانية لاقت إشادة واسعة، أعلنت المملكة العربية السعودية عن فتح أبواب مدارسها أمام أبناء السودانيين الحاصلين على تأشيرات زيارة، في خطوة تاريخية تعكس التزامها الإنساني ودعمها المستمر للأشقاء السودانيين المتأثرين بالحرب المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف.
إقرأ ايضاً:كارثة خفية تهدد ملايين السعوديين.. تحذيرات عاجلة بعد اكتشاف مادة مسرطنة في مياه الشربخطوة "مفاجئة" من زين السعودية تُربك المنافسين.. ما علاقة معرض التجزئة الرقمي 2025؟
القرار الجديد، الذي وصفه مراقبون بـ“التحول النوعي في مستقبل التعليم للسودانيين داخل المملكة”، يتيح للأطفال الالتحاق رسميًا بالمدارس الحكومية والعالمية السعودية وفق الطاقة الاستيعابية المتاحة، مما أعاد الأمل لآلاف الأسر التي كانت تواجه صعوبات في ضمان استمرارية تعليم أبنائها.
ويُعد هذا الإجراء بمثابة ثورة تعليمية حقيقية تخفف من معاناة الأسر السودانية المقيمة بالمملكة، خصوصًا بعد أن كانت الخيارات محدودة للغاية بسبب الوضع القانوني للأطفال الزائرين. وقد تصدّر وسم “التحاق أطفال السودانيين بتأشيرات زيارة في المدارس السعودية” مؤشرات البحث خلال الأيام الأخيرة، مع تزايد الاهتمام بهذه الخطوة الإنسانية غير المسبوقة.
تأتي هذه المبادرة استجابة لمطالب الجالية السودانية في السعودية، التي دعت مرارًا إلى إيجاد حلول تعليمية لأبنائها بعد تدهور الأوضاع في الداخل السوداني نتيجة الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، وأدت إلى انهيار شبه كامل للبنية التعليمية.
وأكد مختصون أن السماح لأبناء السودانيين بالالتحاق بالمدارس السعودية يمثل دعمًا حقيقيًا لحق الطفل في التعليم، ويساهم في الحفاظ على استقرار الأسر المقيمة، ويمنح الأطفال فرصة لمواصلة تعليمهم وفق معايير أكاديمية عالية تضمن لهم مستقبلًا أفضل.
من جانبها، دعت السفارة السودانية في الرياض الأسر السودانية إلى الإسراع في تقديم طلبات التسجيل عبر القنوات الرسمية، مشيرة إلى أن المقاعد محدودة للغاية نظرًا للإقبال الكبير. وحددت السفارة الخطوات اللازمة للتسجيل، والتي تبدأ بتقديم طلب رسمي عبر السفارة، وإرفاق نسخة من تأشيرة الزيارة، إلى جانب شهادات الميلاد وأي وثائق دراسية سابقة، ليتم بعدها إرسال الطلبات إلى المدارس بحسب الطاقة الاستيعابية المتاحة.
ويؤكد خبراء التعليم أن هذه الخطوة لا تحمل بعدًا إنسانيًا فحسب، بل تمثل أيضًا استثمارًا في بناء جيل جديد قادر على المساهمة في إعادة إعمار السودان مستقبلًا، خاصة أن البيئة التعليمية السعودية تُعرف بجودتها العالية وانضباطها الأكاديمي.
ويرى محللون أن هذه المبادرة تُبرز الدور الإقليمي الرائد للمملكة في دعم الشعوب العربية المتضررة من النزاعات، وتعكس قيم الرحمة والتضامن الإنساني التي تقوم عليها السياسة السعودية تجاه الأشقاء.
كما أشار مراقبون إلى أن المملكة تقدم من خلال هذا القرار نموذجًا رائدًا في احتضان المتضررين من الحروب، ليس فقط من خلال المساعدات الإنسانية، بل عبر تأمين فرص التعليم التي تُعد حجر الأساس لأي نهضة مستقبلية.
وفي ظل تزايد أعداد الأسر السودانية التي بادرت إلى تسجيل أبنائها، يُتوقع أن يساهم هذا القرار في خلق حالة من الاستقرار الاجتماعي والنفسي داخل المجتمع السوداني المقيم بالمملكة، ويعزز من اندماجهم الإيجابي في البيئة التعليمية السعودية.
وفي الختام، تُعتبر هذه الخطوة التاريخية دليلًا على التزام السعودية الراسخ بدعم التعليم والإنسان أولًا، ورسالة واضحة بأن المملكة ستظل دائمًا حاضنة للأمل ومصدرًا للعطاء الإنساني في المنطقة.